أغسطس 14، 2015

الألعاب ..كنز الأطفال و دفتر الذكريات

 قد يستغرب البعض ، هل للألعاب هذه الأهمية ؟ نعم و أكثر
للأسف في مجتمعاتنا العربية الكثير يعتبر الألعاب هي مجرد كراكيب لا جدوى لها ، لذلك أتمنى اليوم من الأمهات التي تقرأ أن تعطي بعض الأولوية لألعاب الأطفال ،اليوم هناك العديد من الالتزامات المادية و تعتبر الألعاب من الكماليات لكن  للأسف هناك من تدفع الآلاف في الصالون على شعرها مثلاً ثم تبخل على شراء لعبة لطفلها و تختار الأرخص و الأردأ ، وتنسى أن اللعبه هي كنز ثمين لأيّ طفل.                          

بحكم غربتي هنا في الامارات و تعرفي على كثير من الأصدقاء من الغرب ، وجدت بثقافتهم اهتمام شديدا بالألعاب   لدرجة أن منهم من يكون في ضائقه مادية لكن شراء الألعاب شيء مقّدس و لا يستغنى عنه ، في الغرب في عيد     الميلاد ، تأتي قوائم الهدايا لبابا نويل و يحضر لها الأهل خلال العام و يخططون لشرائها مسبقاً، قد لا يهتمون       بشراء أغلى الملابس لأطفالهم .. لكنهم على استعداد لشراء الأغلى ثمنا دوما من الألعاب ، لأنهم يعلمون أن         الألعاب تساهم كثيرا في تنمية شخصية الطفل و مهاراته و إبداعه  .                                                         

وبعيداً عن موضوع الألعاب للصراحة استغربت الأمر ، فكنت أعتقد أن الغربيين (الأجانب كما نسميهم) ليس لديهم عاطفه قويه تجاه أبنائهم و أنهم مستعدون لطردهم من المنزل بعد سن السابعه عشر ، لكن ما تعلمته هنا هو العكس ، يعطون بكل الحب و الثقة و التفاني، فهم يعلمون أنهم لن يكونوا في منزلهم إلا لبضعة أعوام فقط .. 

 في طفولتي كنت أحبّ الألعاب و أتذكر قضائي الساعات و أنا أخترع القصص مع أختي الكبيرة بالباربي  و غيرها ، و أعترف أني إلى اليوم أقضي الساعات في متاجر الألعاب دون أن أشعر بالوقت..
لازلت أذكر حادثة طريفة في طفولتي: كنا في الولايات المتحدة بإجازة عائلية لزيارة أختي  ، و أختي كانت قد انتقلت حديثا إلى شقه جديدة والجميع مشغول بتجهيز و تحضير الكثير من اللوازم ، و كنا في الطريق لشراء بعض الحاجيات و فجأة انفجرتُ بكاء في السيارة .. كان يوم عيد ميلادي و لم يتذكر أحد من أسرتي!
 طبعا سبّبت لهم تأنيب ضمير إلى اليوم لا ينسوه ..! ثم اصطحبتني والدتي إلى متجر الألعاب الكبير المشهور و أخبرتني أنني أستطيع أن أشتري كل ما أشتهي ! طبعا سعادتي كانت لاتوصف و إلى اليوم لازلت أذكر تماماً الألعاب التي اخترتها.

من أجمل الأوقات التي أمضيها مع ابنتيّ هي أوقات اللعب ، يعود فيها الزمن بي إلى الوراء و أتخيل نفسي طفله مرة ثانيه .. و تبدأ القصص و الحكايات و المغامرات.. أعتبر أن اللعب  مع ابنتيّ هو نعمه أعطاني إياها الله كي يسمح لنا من وقت لآخر بالتخلص من ضغوط الحياة و روتينها .

لكل طفل ميوله و هواياته في اللعب ..

ابنتي الصغيرة ذات العامين و نصف ، تهتم بالالعاب التمثيليه الصغيره التي تجسم شخصيات ،  تبدأ بتأليف حكايات بسيطة  و أصوات مضحكه ، مجرد مراقبتها و هي تلعب و تحرّك بأصابعها الصغيرة متعة كبيرة بالنسبة لي ..

بينما ابنتي الكبرى  تجد أن أفضل الألعاب هي ما نتخيله و نمثله من دون استخدام أي دمى أو ألعاب و أشجعها دوما كي تلعب بألعابها و أعطيها الأفكار ، لكنها تحتاج دوما لحافز .

 بوجود الأصدقاء تحلو الألعاب ..
طبعا إذا كانت ابنتي جوري مع صديقه لها و خاصة إن كانت تكبرها فللألعاب معنى آخر و فجأة تتذكر أن لديها ألعاب ، سبحان الله لا يُفرح الطفل إلا طفل بمثل عمره و تفكيره ..لذلك علينا دوما أن نتذكر أن نكون أصدقاء لأطفالنا و نُصغ للطفل الذي بداخلنا كي نبهجهم ونصل لقلوبهم البريئة.


من خبرتي مع ابنتيّ  في الألعاب، وجدت هذه النصائح لاختيار و ترتيب و تخزين الألعاب: 

الاختيار:

*مهم كثيرا أن تأخذي رأي الطفل باللعبه ، فبذلك يشعر بمسؤوليه أكبر اتجاهها ، لكن بنفس الوقت حاولي توجيهه ليختار ما يناسب عمره و استيعابه.

*الألعاب التعليمية تكون مفيدة  و لكنها ليست الأكثر متعه دوماً ! يمكنك صنع الكثير من الأدوات و الوسائل التعليمية في المنزل ، لذلك ليس من الخطأ أن تشتري اللعب بغرض التسليه فقط.

*دوماً عندنا قناعه أن ما كبر حجمه هو الأفضل ! لكن هنا هذه القاعده خاطئة تماماً
الألعاب الصغيرة ذات التفاصيل الدقيقه هي التي تشد الأطفال .. و هي للأسف تكون أكثر سعرا عادة.


بعد مرحلة الاختيار و العودة الى المنزل ..

لا تتوقعي أن يبدأ طفلك باللعب وحيداً ، عليك مشاطرته فرحته، و أن تعلميه كيف يلعب بطريقة مبتكرة و مسليه .

بعد أن ينتهي من اللعب علميه كيف يرتبها و يحافظ عليها ، و ضعيها جانباً ، كي لاتبقى دوما أمام ناظره متوافرة  فيمل منها. 


مثلا أنا قمت بصنع مرجوحة بسيطه لابنتي مناسبة لحجم ألعابها الصغيرة بطريقة بسيطة و سهلة جداً ، و أصبحت تقضي الكثير من الوقت تلعب و تخترع قصص الذهاب الى الحديقة .. يمكنك الاطلاع عليها هنا.

بعد أن ينتهي من اللعب علميه كيف يرتبها و يحافظ عليها ، و ضعيها جانباً ، كي لاتبقى دوما أمام ناظره متوافرة  فيمل منها. 



الترتيب:

أكبر خطأ هو : ( صندوق واحد لجميع الألعاب )  فيخرج طفلك كل الألعاب و يبدأ بتكسيرها أو رميها هنا و هناك من دون أي غاية.
من المهم جداً فرز الألعاب و علمي طفلك ترتيبها و فرزها ،و استعملي الصناديق أو الأكياس لذلك ،
صندوق للشخصيات الصغيرة ، آخر للسيارات ، للمكعبات ..الخ


التخزين:

هنالك ما يسمى تدوير الألعاب .. أي كل فترة عليكي تبديل الألعاب المتاحه للطفل ، فقومي بإخفاء الألعاب التي اصبحت قديمة نوعا ما لمدة ستة أشهر ، وهكذا حين يراها من جديد يستعيد شوقه و حماسه لها .


لا تجعلِ وقت اللعب مع أولادك عبء عليك.. بل تذكري أنه يمكن أن يكون متعه لك أيضا إن أردت ذلك بقليل من الخيال و المرح !

و تذكري أنها سنوات قليله تلك هي التي سيفرح طفلك فيها بدبدوب أو دمية أو سيارة جديدة ، فلا تهملي ذلك فالوقت يمر مع أطفالنا كالبرق و بعدها ستزداد تطلباتهم و سيكون إرضاءهم غاية لا تدرك !

قريباً جداً قسم خاص لأفكار صنع بعض الألعاب و الدمى البسيطة الخاصة بالبنات  في المدونة :) 

تحياتي .. 

رايه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق