للأسف في مجتمعاتنا العربية الكثير يعتبر الألعاب هي مجرد
كراكيب لا جدوى لها ، لذلك أتمنى اليوم من الأمهات التي تقرأ أن تعطي بعض الأولوية لألعاب
الأطفال ،اليوم هناك العديد من الالتزامات المادية و تعتبر الألعاب من الكماليات لكن للأسف هناك من تدفع الآلاف في الصالون على شعرها مثلاً ثم تبخل على شراء لعبة لطفلها و تختار الأرخص و الأردأ ، وتنسى أن اللعبه هي كنز ثمين لأيّ طفل.
بحكم غربتي هنا في الامارات و تعرفي على كثير من
الأصدقاء من الغرب ، وجدت بثقافتهم اهتمام شديدا بالألعاب لدرجة أن منهم من يكون
في ضائقه مادية لكن شراء الألعاب شيء مقّدس و لا يستغنى عنه ، في الغرب في عيد الميلاد ، تأتي قوائم الهدايا لبابا نويل و يحضر لها الأهل خلال العام و يخططون لشرائها
مسبقاً، قد لا يهتمون بشراء أغلى الملابس لأطفالهم .. لكنهم على استعداد لشراء
الأغلى ثمنا دوما من الألعاب ، لأنهم يعلمون أن الألعاب تساهم كثيرا في تنمية
شخصية الطفل و مهاراته و إبداعه .
وبعيداً عن موضوع الألعاب للصراحة استغربت الأمر ، فكنت
أعتقد أن الغربيين (الأجانب كما نسميهم) ليس لديهم عاطفه قويه تجاه أبنائهم و أنهم
مستعدون لطردهم من المنزل بعد سن السابعه عشر ، لكن ما تعلمته هنا هو العكس ، يعطون بكل الحب و الثقة و التفاني، فهم يعلمون أنهم لن يكونوا في منزلهم إلا
لبضعة أعوام فقط ..
في طفولتي كنت أحبّ الألعاب و أتذكر قضائي الساعات و أنا أخترع القصص مع أختي الكبيرة بالباربي و غيرها ، و أعترف أني إلى اليوم أقضي الساعات في متاجر الألعاب دون أن أشعر بالوقت..
لازلت أذكر حادثة طريفة في طفولتي: كنا في الولايات المتحدة بإجازة عائلية
لزيارة أختي ، و
أختي كانت قد انتقلت حديثا إلى شقه جديدة والجميع مشغول بتجهيز و تحضير الكثير من
اللوازم ، و كنا في الطريق لشراء بعض الحاجيات و فجأة انفجرتُ بكاء في السيارة .. كان يوم عيد ميلادي و لم يتذكر أحد من أسرتي!
طبعا سبّبت لهم تأنيب ضمير إلى اليوم لا ينسوه ..! ثم اصطحبتني والدتي إلى متجر
الألعاب الكبير المشهور و أخبرتني أنني أستطيع أن أشتري كل ما أشتهي ! طبعا سعادتي
كانت لاتوصف و إلى اليوم لازلت أذكر تماماً الألعاب التي اخترتها.
من أجمل الأوقات التي أمضيها مع ابنتيّ هي أوقات اللعب ،
يعود فيها الزمن بي إلى الوراء و أتخيل نفسي طفله مرة ثانيه .. و تبدأ القصص و
الحكايات و المغامرات.. أعتبر أن اللعب مع
ابنتيّ هو نعمه أعطاني إياها الله كي يسمح لنا من وقت لآخر بالتخلص من ضغوط الحياة
و روتينها .
لكل طفل ميوله و هواياته في اللعب ..
ابنتي الصغيرة ذات العامين و نصف ، تهتم بالالعاب التمثيليه
الصغيره التي تجسم شخصيات ، تبدأ بتأليف
حكايات بسيطة و أصوات مضحكه ، مجرد مراقبتها
و هي تلعب و تحرّك بأصابعها الصغيرة متعة كبيرة بالنسبة لي ..
بينما ابنتي الكبرى تجد أن أفضل الألعاب هي ما نتخيله و نمثله من
دون استخدام أي دمى أو ألعاب و أشجعها دوما كي تلعب بألعابها و أعطيها الأفكار ،
لكنها تحتاج دوما لحافز .
بوجود الأصدقاء
تحلو الألعاب ..
طبعا إذا كانت ابنتي جوري مع صديقه لها و خاصة إن كانت
تكبرها فللألعاب معنى آخر و فجأة تتذكر أن لديها ألعاب ، سبحان الله لا يُفرح
الطفل إلا طفل بمثل عمره و تفكيره ..لذلك علينا دوما أن نتذكر أن نكون أصدقاء لأطفالنا
و نُصغ للطفل الذي بداخلنا كي نبهجهم ونصل لقلوبهم البريئة.
من خبرتي مع ابنتيّ في الألعاب، وجدت هذه النصائح لاختيار و ترتيب و
تخزين الألعاب:
الاختيار:
*مهم كثيرا أن تأخذي رأي الطفل باللعبه ، فبذلك يشعر
بمسؤوليه أكبر اتجاهها ، لكن بنفس الوقت حاولي توجيهه ليختار ما يناسب عمره و
استيعابه.
*الألعاب التعليمية تكون مفيدة و لكنها ليست الأكثر متعه دوماً ! يمكنك صنع
الكثير من الأدوات و الوسائل التعليمية في المنزل ، لذلك ليس من الخطأ أن تشتري
اللعب بغرض التسليه فقط.
*دوماً عندنا قناعه أن ما كبر حجمه هو الأفضل ! لكن هنا
هذه القاعده خاطئة تماماً
الألعاب الصغيرة ذات التفاصيل الدقيقه هي التي تشد
الأطفال .. و هي للأسف تكون أكثر سعرا عادة.
بعد مرحلة الاختيار و العودة الى المنزل ..
لا تتوقعي أن يبدأ طفلك باللعب وحيداً ، عليك مشاطرته فرحته، و أن تعلميه كيف يلعب بطريقة مبتكرة و مسليه .
بعد أن ينتهي من اللعب علميه كيف يرتبها و يحافظ عليها ،
و ضعيها جانباً ، كي لاتبقى دوما أمام ناظره متوافرة فيمل منها.
مثلا أنا قمت بصنع مرجوحة بسيطه لابنتي مناسبة لحجم ألعابها الصغيرة بطريقة بسيطة و سهلة جداً ، و أصبحت تقضي الكثير من الوقت تلعب و تخترع قصص الذهاب الى الحديقة .. يمكنك الاطلاع عليها هنا.
بعد أن ينتهي من اللعب علميه كيف يرتبها و يحافظ عليها ،
و ضعيها جانباً ، كي لاتبقى دوما أمام ناظره متوافرة فيمل منها.
الترتيب:
أكبر خطأ هو : ( صندوق واحد لجميع الألعاب ) فيخرج طفلك كل الألعاب و يبدأ بتكسيرها أو رميها
هنا و هناك من دون أي غاية.
من المهم جداً فرز
الألعاب و علمي طفلك ترتيبها و فرزها ،و استعملي الصناديق أو الأكياس لذلك ،
صندوق للشخصيات الصغيرة
، آخر للسيارات ، للمكعبات ..الخ
التخزين:
هنالك ما يسمى تدوير الألعاب .. أي كل فترة عليكي تبديل الألعاب
المتاحه للطفل ، فقومي بإخفاء الألعاب التي اصبحت قديمة نوعا ما لمدة ستة أشهر ، وهكذا حين يراها من جديد يستعيد شوقه و حماسه لها .
لا تجعلِ وقت اللعب مع أولادك عبء عليك.. بل تذكري أنه
يمكن أن يكون متعه لك أيضا إن أردت ذلك بقليل من الخيال و المرح !
و تذكري أنها سنوات قليله تلك هي التي سيفرح طفلك
فيها بدبدوب أو دمية أو سيارة جديدة ، فلا تهملي ذلك فالوقت يمر مع أطفالنا كالبرق
و بعدها ستزداد تطلباتهم و سيكون إرضاءهم غاية لا تدرك !
قريباً جداً قسم خاص لأفكار صنع بعض الألعاب و الدمى البسيطة الخاصة بالبنات في المدونة :)
تحياتي ..
رايه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق